الحالة الطائفية في سوريا تقرير شهر آذار/مارس 2024

الحالة الطائفية في سوريا

تقرير شهر آذار/مارس 2024

 

مقدمة:

يهدف هذا التقرير الذي يصدر شهرياً إلى تتبع الحالة الطائفية في سوريا باتجاهاتها الإيجابية والسلبية وبمختلف مستوياتها. يطلق مرصد الطائفية والعنصرية على الاتجاه السلبي للحالة الطائفية مصطلح “التمييز الطائفي” ويقصد به أي تمييز غير محق ضد جماعة بشرية على أساس الدين أو المذهب أو العرق أو الثقافة أو الجغرافيا ليتجاوز بذلك مجرد التعبير عن الاعتزاز بالانتماء ويتحول إلى مواقف أو سلوكيات عدائية وتهميشية تجاه الجماعات الأخرى يتم التعبير عنها بخطاب الكراهية والاستعلاء أو شيطنة الآخر والتحريض ضده أو المساس بأي حق من حقوقه الممنوحة له بموجب القوانين الدولية والمحلية. بالمقابل يعرِّف مرصد الطائفية والعنصرية الاتجاه الإيجابي للحالة الطائفية بأنه أي مبادرة فردية أو جماعية أو حكومية يمكن أن تساهم في الحد من التمييز الطائفي.

يركز هذا التقرير على توفير تحليل شامل ومتوازن للأحداث والتطورات المتعلقة بالحالة الطائفية في سوريا خلال الفترة المذكورة، مع التركيز على الاتجاهات الإيجابية والسلبية وتقديم تصورات للتحسين والتطوير في هذا السياق. تأتي هذه الجهود في سياق السعي المستمر لتحقيق الاستقرار والتعايش السلمي في سوريا، والعمل نحو بناء مجتمع يقوم على المواطنة والعدالة واحترام حقوق الإنسان وحرياته. وبهذا، يسعى التقرير إلى توفير رؤية شاملة للحالة الطائفية في سوريا وتقديم توصيات قابلة للتطبيق تهدف إلى تعزيز السلم الاجتماعي والتعايش السلمي بين مكونات المجتمع السوري المتنوعة.

__________________________________

منهجية إعداد التقرير:

يعتمد هذا التقرير سياسة الرصد الإعلامي التي تقوم على تتبع وجمع وتوثيق وتحليل المحتوى ذا الصلة بالحالة الطائفية المنشور على وسائل الإعلام والتواصل بكافة أنواعها، ويعتمد من أجل ذلك بشكل رئيسي على المصادر التالية:

1-      الحسابات والمواقع الالكترونية لوكالات الأنباء والصحف والمجلات.

2-      الحسابات والمواقع الالكترونية الرسمية الحكومية.

3-      الحسابات والمواقع الالكترونية لمراكز الأبحاث والدراسات.

4-      حسابات أهم السياسيين والصحفيين والمحللين في منصات التواصل.

5-      حسابات أهم الناشطين والمؤثرين بالحالة الطائفية إيجاباً أو سلباً في منصات التواصل.

6-      أية مصادر أخرى يمكن الوصول لها عبر الشبكة العنكبوتية.

 

وأما طبيعة الأحداث التي تدخل ضمن نطاق الرصد فيمكن اختصارها في المستويات التالية:

1-      مستوى القوانين: يشمل كل ما يصدر عن الدولة من قواعد عامة تنظيمية بشكل قوانين وتشريعات.

2-      مستوى السياسات: يشمل كل ما يصدر عن الحكومة ومؤسساتها من توجهات تصاع بشكل قرارات أو سلوكيات دون أن تتحول إلى تشريعات.

3-      مستوى الخطاب السياسي: يشمل كل ما يصدر عن الشخصيات السياسية الحكومية وغير الحكومية من تصريحات ومواقف.

4-      مستوى الخطاب الإعلامي: يشمل كل ما يصدر عن وكالات الأنباء والصحفيين والناشطين والمؤثرين في منصات التواصل.

5-      مستوى الممارسات: يشمل أي سلوكيات تمييزية فردية أو جماعية أو حكومية.

6-      مستوى الكتابات: يندرج فيه الدراسات والأبحاث والمقالات والروايات وغير ذلك من المؤلفات المكتوبة.

7-      مستوى الإنتاج الفني: يدخل فيه الأعمال الإبداعية من رسم وشعر وإنتاج مسرحي وسينمائي ودراما ونحوه.

لوحظ أحياناً اختلاف طريقة التعاطي مع الأخبار والأحداث ذات الصلة باختلاف المصادر الناقلة لها، لذلك قد يتم تناول عدد من القيود المتعلقة بنفس الخبر أو الحدث ولكن تتنوع اتجاهات الحدث فيها، وبناءً عليه فقد تم تصنيف القيود على النحو التالي:

  • القيود ذات اتجاه تمييزي: تم قياس هذا الاتجاه من خلال مدلولات المحتوى، إمّا خبراً صريحاً كتبته أو مارسته أو أصدرته الجهة التي تم رصدها، وكان الخبر يحمل صراحةً معاني التحريض أو خطاب الكراهية أو الاستفزاز أو التضليل وكل ما شأنه أن يثير غضب الرأي العام أو قد يدفع باتجاه اتّخاذ قرارات من شأنها إلحاق الضرر بالأجانب أو تقديم وعودٍ ونية مبيَّتة لإلحاق الضرر بهم في المستقبل.
  • القيود ذات اتجاه ضد التمييز: تم قياس هذا الاتجاه من خلال مدلولات المحتوى، إمّا خبراً صريحاً كتبته أو مارسته أو أصدرته الجهة التي تم رصدها، وكان الخبر يفيد صراحةً الدعم أو التضامن أو بيان الحقائق مما شأنه الإسهام في التعايش والسلم الأهلي أو دفع الضرر عن المجموعات السكانية المستهدفة بالتمييز أو اتخاذ قرارات من شأنها دعم وتسهيل حياة هذه المجموعات.
  • القيود ذات الاتجاه غير المحدد: تم قياس هذا الاتجاه من خلال مدلولات المحتوى، إمّا خبراً صريحاً كتبته أو مارسته أو أصدرته الجهة التي تم رصدها، وكان الخبر لا يحمل صراحةً معاني التمييز أو الدعم والتضامن وذلك بسبب غياب الملابسات ذات الصلة أو غموضها. تم اعتماد هذا البند حرصاً على دراسة أكبر قدر من القيود التي تتعلق بالحالة الطائفية والعنصرية داخل المجتمع السوري، وتجنب حدوث لبس وإدراج قيد على أنه تمييز دون التحقق والتأكد من الخلفية القائمة عليه، وانتظار قيد آخر إما في فترة الرصد أو في المستقبل يوضح تفاصيل الخبر، لإصدار حكم الاتجاه بشكل أكثر وضوحاً.

 

__________________________________

الملخص التنفيذي:

يعتمد هذا التقرير على تتبع ما يزيد عن 55 مصدراً مختلفاً معنياً بالشأن السوري لغاية جمع الأخبار والبحث والاستقصاء. تتنوع هذه المصادر ما بين منظمات حقوقية ومراكز دراسات ووكالات أنباء وحسابات نشطاء في منصات التواصل العربية. وعليه فقد تم توثيق عدد كبير من المعلومات الواردة من هذه المصادر في الفترة الزمنية الممتدة من 3/3/2024 إلى 31/3/2024 ليتم إنشاء ما محصلته 117 قيداً يختص كل قيدٍ منها بتوثيق حدثٍ أو خبرٍ معينٍ تم رصده من أحد المصادر سابقة الذكر دون النظر إلى عامل التكرار، لذا قد يُكرَّس عدد من القيود لتوثيق نفس الحدث أو الخبر ولكن من مصادر مختلفة بغية التوثق من صحة ما يُنقَل وزيادة المعلومات المتعلقة به.

بلغ عدد القيود التي تحمل اتجاهاً تمييزياً 18 قيدًا أي ما يعادل 15.40% من إجمالي القيود، في حين بلغ عدد القيود التي صُنفت على أنها تحمل اتجاهاً ضد التمييز 2 قيد أي ما يعادل 1.7 % من إجمالي القيود، أما القيود التي لم تعرف خلفية اتجاهها لأسباب ستُذكر لاحقاً فقد بلغ عددها 97 قيداً أي ما يعادل 82.90% من إجمالي القيود.

تابع المرصد خلال شهر آذار/مارس 2024 الحالة الطائفية في سوريا، وذلك من خلال رصد وتتبع مجموعة واسعة من الأخبار ذات الصلة بالتمييز أو ضد التمييز في مختلف المصادر المفتوحة من منصات إعلامية ووكالات أنباء وحسابات منظمات حقوقية ومراكز دراسات وحسابات ناشطين في منصات التواصل الاجتماعي.

يشير التقرير بعد توثيق البيانات المرصودة واستقرائها إلى حضور لافت لأربع قضايا رئيسية وهي كالتالي:

تتمثل القضية الأولى بتواصل أنشطة إيران الثقافية والدينية والاقتصادية في سوريا مع تعزيز حضورها العسكري بشكل واسع.

تحمل العلاقة بين النشاطات الثقافية والدينية والعسكرية لإيران في سوريا تأثيرًا كبيرًا على الساحة السياسية والاجتماعية في هذا البلد. من جهة فإن هذا النشاط يسهم بتعزيز تواجدها ونفوذها في سوريا سياسيًا، حيث تؤدي إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتعزيز الولاء لإيران في صفوف بعض الفئات السورية. هذا يمكن أن يؤدي إلى تعقيد السيناريوهات السياسية وزيادة التوترات مع الدول الأخرى التي تتخذ مواقف مختلفة. ومن جهة أخرى، يؤثر النشاط الإيراني على الساحة الاجتماعية في سوريا من خلال تعزيز الهويات الدينية والثقافية المرتبطة بإيران، مما قد يزيد من الانقسامات والتوترات بين الطوائف والمجموعات السورية المختلفة. ومن ناحية أخرى من المحتمل أن يؤدي النشاط الإيراني في سوريا إلى تغييرات ديموغرافية ملموسة في بعض المناطق وذلك من خلال جذب المزيد من الطلاب والسياح والمقيمين الإيرانيين إلى البلاد. كما قد يزيد النشاط الإيراني من اندماج الفئات المؤيدة لإيران في المجتمع السوري وتعزيز الهوية الإيرانية لدى بعضهم، مما يعقد المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد. حيث تُعد الأنشطة الثقافية والدينية والعسكرية لإيران في سوريا جزءًا لا يتجزأ من استراتيجيتها لتعزيز تأثيرها في المنطقة، وتترك تأثيرات متعددة على الساحة السياسية والاجتماعية والديموغرافية والهوية الوطنية في البلاد.

إذ تسلط المصادر المرصودة الضوء على استمرار الأنشطة الثقافية والدينية الإيرانية الرسمية عن طريق وزارة التعليم العالي الإيرانية وغير الرسمية عن طريق المراكز الثقافية والمنظمات الدينية والمجموعات العسكرية المدعومة من إيران في مختلف المدن السورية وخاصة دير الزور وحمص وحلب والعاصمة السورية دمشق. حيث تابع تقرير المرصد افتتاح أفرع جديدة للمدرسة المحسنية المدعومة من إيران في قلب العاصمة دمشق والجدير بالذكر أن  المدرسة المحسنية تركز في مدارسها على استراتيجية إبداء العمل الخيري “الشيعي” وسط دمشق ذات الغالبية السنية إضافة إلى إقامة احتفالات في المناسبات الشيعية ، كما رصد التقرير تشكيل فريق عمل أكاديمي مشترك بين إيران والنظام السوري بهدف زيادة تبادل الخبرات في المجال التربوي بين النظامين حيث يسعى الفريق إلى تبادل الخبرات والتجارب بالنسبة للتعليم الافتراضي وتعليم الكبار وتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، إضافة إلى تطوير تقنيات التعليم وترميم المدارس. بالإضافة إلى لذلك رصد التقرير سعي إيران لتعزيز التعاون الأكاديمي المشترك بين الجامعات السورية والإيرانية عن طريق إقامة المؤتمرات العلمية المشتركة والنشر في المجلات العلمية المحكمة حيث ترافقت هذه الخطوات مع توسيع المركز الثقافي الإيراني من أنشطته الثقافية والدينية مثل تقديم دروس دينية باللغة الفارسية تستهدف الأطفال وتتضمن تعريف بالمذهب الشيعي, كما قدم المركز دورات دينية خاصة بالنساء تتضمن تعاليم وأحكام  المذهب الشيعي. وفي نفس السياق تابع المرصد افتتاح المركز الثقافي الإيراني لدورات خاصة بالشباب تتضمن محو أمية ودورات حرفية إضافة لتوزيع سلل غذائية ومبالغ مالية للسكان بهدف الترويج لمشروع إيران في المنطقة، فضلاً عن قيام منظمات دينية مدعومة من إيران بتنفيذ ندوات رمضانية للأطفال تتضمن أناشيد دينية ومسابقات وفقرات عن أهمية زيارة وحماية العتبات المقدسة وبحضور شخصيات إيرانية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، يرصد التقرير نشاط إيراني يهدف لتوسيع النفوذ الاقتصادي لطهران في سوريا يتجلى ذلك من خلال سعي البنك المركزي الإيراني لإنشاء بنك سوري- إيراني مشترك، إضافة لرصد جهود تبذلها إيران للسيطرة على سوق الزيوت والشحوم في سوريا وإنشاء شركة لإدارة تحويل الأموال الإيرانية من وإلى سوريا و15 دولة أخرى، فضلاً عن سعي إيران عبر المجموعات الموالية لها في دمشق لاستملاك أراضي في مناطق السيدة زينب وقرى الأسد ومشروع دمر ومناطق واسعة بمحيط مطار دمشق الدولي. وفي هذا الصدد تابع التقرير احتكار وتحكم مجموعات عسكرية مدعومة من إيران بالسوق التجارية في مناطق سيطرة النظام السوري خاصة بسوق السلع الغذائية والخضروات والتفرد بتجارتها الأمر الذي أدى لارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وتشهد مناطق سيطرة النظام السوري إغراقاً للأسواق بالبضائع الإيرانية المهربة من العراق عن طريق مجموعات موالية لإيران. أما على الصعيد العسكري، فقد رصد التقرير ازدياد للنشاط الإيراني العسكري خاصة في مجال نقل الأسلحة وإدخال العناصر الموالين لإيران من العراق إلى سوريا عبر قوافل الزوار الشيعة إضافة لتعزيز طهران من تواجدها العسكري في العاصمة السورية دمشق ومدينة حمص ودير الزور فضلاً عن استيلاء مجموعات عسكرية موالية لإيران على عشرات المنازل ومباني مؤسسات تابعة للحكومة السورية في حلب ودير الزور وحمص وتحويلها لمقار عسكرية. وتابع التقرير سعي الحرس الثوري الإيراني لإنشاء معسكرات تدريب وسجون سرية لعناصره في دير الزور وحمص وقيامه الحرس الثوري الإيراني بافتتاح أبواب الانتساب لصفوفه في دمشق حيث تم تجنيد عشرات الشباب اليافعين السوريين في صفوفهم مقابل إغراءات مادية، والجدير بالذكر أن الأنشطة الثقافية والدينية والاقتصادية فضلاً عن العسكرية ترتبط جميعها بالحرس الثوري الإيراني.

تتمثل القضية الثانية بسياسات وممارسات تمييزية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، تهدد هذه الممارسات التي تقوم بها قوات سوريا الديمقراطية حالة الاستقرار والتعايش السلمي في مناطق سيطرتها،  إذ يتابع التقرير  عمليات استيلاء قوات سوريا الديمقراطية على منازل المدنيين العرب قسراً في مناطق سيطرتها بمدينة دير الزور فضلاً عن رصد التقرير لعمليات اعتقال أشخاص وعوائل من المكون العربي بتهمة التواصل مع مناطق سيطرة الجيش الوطني شمال حلب، كما رصد التقرير حالات وفاة تحت التعذيب وإعدام ميداني لأشخاص من المكون العربي العشائري على أيدي عناصر من قوات سوريا الديمقراطية بتهم منها تهريب المواد الغذائية والتعامل مع الجيش السوري الحر. كما لوحظ سعي قوات سوريا الديمقراطية لتغيير أسماء ومعالم وشوارع متعددة من مدينة الرقة ذات الطابع العربي العشائري.

وتناول التقرير في القضية الثالثة استمرار سلسلة من الانتهاكات بحق أبناء المكون الكردي في مناطق سيطرة الجيش الوطني، إذ تشكل هذه الانتهاكات تهديدًا خطيرًا على حقوقهم ومكانتهم في البلاد. حيث رصد التقرير عمليات استيلاء مجموعات من الجيش الوطني على منازل تعود ملكيتها لأشخاص مدنيين من المكون الكردي، وقيام مجموعات عسكرية تتبع للجيش الوطني بحفر وتدمير أماكن أثرية بريف مدينة عفرين بحثاً عن قطع أثرية وكنوز، فضلاً عن اعتقال عشرات المدنيين من المكون الكردي في مدينة عفرين وريفها شمال حلب ومدينة رأس العين شمال الحسكة بتهمة العمل مع الإدارة الذاتية فيما مضى.

وفي القضية الرابعة يرصد التقرير سياسات وممارسات تمييزية للنظام السوري في مناطق سيطرته موجهة ضد مناطق دون غيرها، إذ يتسبب التمييز الذي يمارسه النظام السوري في مناطق سيطرته في تفاقم الانقسامات الاجتماعية ويؤثر سلبًا على الاستقرار والتعايش في المناطق المتأثرة. حيث تابع التقرير شهادات لأشخاص من عدد من المناطق المعارضة الخاضعة لسيطرة النظام حول منع النظام سكان مخيم اليرموك بريف دمشق من العودة إليه وعرقلة عمليات إعادة إعمار المنازل المتضررة من الحرب مما دفع كثيراً منهم للتفكير بالهجرة خارج البلد. وعلى صعيدٍ آخر, يقوم النظام السوري بممارسة التضييق والحصار الأمني على بلدة الحسينية بريف دمشق والتي كانت تحت سيطرة قوى المعارضة سابقاً، كما تابع التقرير فرض النظام السوري حجزاً على الأموال المنقولة وغير المنقولة لسكان بلدة زاكية المعارض في ريف دمشق ودعوة 1000 شخص لإجراء تسوية ومصالحة مع الحكومة السورية لإنهاء الحجز فضلاً عن حالات اعتقال تعسفي من كثيرة بحق مدنيين في مناطق متفرقة في سوريا بسبب مواقفهم المعارضة للحكومة السورية.

 __________________________________

النتائج وتحليل البيانات

1- تواصل أنشطة إيران الثقافية والدينية في سوريا… بالتوازي مع تعزيز حضورها العسكري بشكل واسع:

وثق المرصد 71 خبراً متعلقاً بالنشاط الإيراني في سوريا خلال شهر فبراير، حيث تبين بعد جمع هذه الأخبار وتحليلها طبيعة نشاط إيران الحكومي وغير الحكومي في مناطق سيطرة النظام السوري، الذي يهدف إلى توسيع الحاضنة الشعبية السورية الداعمة للحضور الإيراني في سوريا بالتوازي مع تعزيز نفوذ إيران العسكري والاقتصادي هناك. وقد تمكن المرصد من تتبع أخبار هذا النشاط على ثلاثة أصعدة، موضحةً كما يلي:

النشاط الإيراني على الصعيد الثقافي والديني:

أ- أفادت مصادر محلية بأن “الحرس الثوري” الإيراني بدأ بإعطاء دروس دينية باللغة الفارسية لأطفال في مدينة البوكمال شرق محافظة دير الزور في محاولة لاستقطابهم، وأضافت المصادر بأن “الحرس الثوري” الإيراني ينوي تعميم تجربة تدريس اللغة الفارسية على بقية مدارس المحافظة وإعطائها طابعاً رسمياً بالتوافق مع وزارة التربية التابعة للنظام السوري.[1]

ب- كشفت مصادر خاصة بشبكة “بوليتكال كيز” أن مجموعات موالية لإيران في مدينة البوكمال بدير الزور بدأت بإعطاء الأطفال دروساً تعليمية باللغة الفارسية وأشارت المصادر لوجود ثلاثة مدرسين من الجنسية الإيرانية يقومون بتعليم الأطفال باللغة الفارسية في مدرسة الباسل, وأشارت المصادر إلى أن “الحاج عسكر” القيادي بالحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال قد زار المدرسة مرتين خلال الأيام القليلة الماضية، حيث التقى بعدد من الأطفال الذين يتلقون الدروس وقدم لهم مبالغ مالية كنوع من التحفيز لهم.[2]

ج- أطلق الحرس الثوري الإيراني عدة أنشطة وفعاليات داخل إحدى الحسينيات التابعة له في منطقة القصير بريف حمص والتي تدعى “حسينية السيف الموعود”، حيث أطلقت هذه الحسينية حملةً تدعى “اقرأ ترق” بهدف نشر الفكر الشيعي بين أطفال منطقة القصير والمناطقة المجاورة لها، وقد تضمنت الحملة إلقاء خطب تتحدث عن فوائد زيارة العتبات والمزارات المقدسة إضافة لتوزيع مبالغ مالية ووجبات غذائية للأطفال الأيتام.[3]

د-تابع المرصد قيام الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني بالضغط على مديرية الشؤون المدنية قسم النفوس بريف دمشق الغربي من أجل استخراج بطاقات شخصية لقادة شيعة من جنسيات لبنانية وإيرانية وذلك بغية تسهيل حركتهم داخل الأراضي السورية.[4]

ه- شيعت مجموعات عسكرية موالية لإيران القيادي في الحرس الثوري الإيراني بهروز وحيدي بعد مقتله بغارة لطيران مجهول شرق سوريا،[5] حيث تم تشيعه في مقام السيدة زينب جنوب العاصمة السورية دمشق على وقع شعارات الانتقام والأخذ بالثأر.[6]

و- يواصل “المركز الثقافي الإيراني” بدير الزور استقطاب فئات محددة من المجتمع السوري لا سيما الأطفال واليافعين في مناطق سيطرة النظام السوري[7], ويعمل المركز على تقديم دورات وأنشطة تعليمية وترفيهية في سياق كسب ولاء سكان المنطقة، حيث افتتح المركز في مدينة البوكمال خلال الأيام الماضية دورات تدريبية لأطفال المدينة. وكشفت مصادر متعددة بأن الدورات تقام في مركز يضم روضة للأطفال في شارع الهجانة بدير الزور وتتضمن الدورات دروساً تحض الأطفال على اعتناق المذهب الشيعي بالإضافة إلى دعوتهم للانضمام إلى صفوف المجموعات العسكرية الموالية لإيران باعتبارها قوات صديقة.[8]

ز- كما راقب المرصد قيام المركز الثقافي الإيراني بالتجهيز لمسابقات وندوات رمضانية تستهدف الأطفال في مدينة الميادين بريف دير الزور وذلك بغية تنفيذها في شهر رمضان، ويشار إلى أن المركز الثقافي الإيراني يستغل المناسبات الدينية والثقافية لنشر التشيّع والتقرب من السكان.[9] وفي سياق متصل, كشفت مصادر خاصة لشبكة عين الفرات الإعلامية عن زيارة عدد من الأطفال برفقة معلمتهم لمركز المرأة التابع للمركز الثقافي الإيراني في دير الزور, حيث المصادر بأن المركز قدم دورة ترفيهية للأطفال وذلك بهدف استقطابهم وكسب ولاء ذويهم.[10]

ح- عقد رجال دين شيعة[11] من الجنسية الإيرانية اجتماعاً مع خطباء المساجد في دير الزور[12] بحضور قادة من المركز الثقافي الإيراني[13] في حي الفيلات، هدف الاجتماع إلى وضع شروط للصلاة وخطب الدين للالتزام بها وتوحيد خطب الجمعة بناءً على خطبة تصدر عن المركز الثقافي الإيراني، إضافة لحث الشباب على الانضمام للمجموعات الموالية لإيران في المدينة.[14]

ط- زار وفد من المركز الثقافي الإيراني مع مندوبين من مديرية التربية التابعة للحكومة السورية مدارس في مدينة موحسن بريف دير الزور[15], وتحدث الوفد خلال مقابلاته مع الأطفال في المدارس عن إنجازات “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس الإيراني، ودور إيران بالتصدي للهيمنة الأمريكية والغربية ومساندتها لسوريا ضد المؤامرة التي تعرضت لها بحسب تعبيرهم.[16]

ي- أعلن المركز الثقافي الإيراني في دير الزور عن دورة تعليمية وتثقيفية حول أصول المذهب الشيعي خاصة بالنساء من كافة الأعمار وذلك في حسينية أبو جعفر الصادق في بلدة حطلة شمال شرق دير الزور، وتجدر الإشارة إلى أن بلدة حطلة ذات غالبية سنية مع تواجد متواضع للمكون الشيعي.[17]

ك- استولى المركز الثقافي الإيراني على جزء من المساعدات الإغاثية المقدمة من المنظمات الدولية للسكان في ريف دير الزور الشرقي[18], ليقوم بدوره بتوزيع هذه المساعدات على أطفال مدينة الميادين باسمه بهدف استمالتهم مع ذويهم وتعزيز شعبية المركز.[19]

ل- أقدم المركز الثقافي الإيراني في مدينة الميادين بريف دير الزور على توزيع مبالغ مالية لبعض أئمة المساجد المعروفين بولائهم لإيران، من أجل زيادة الترويج لمشاريع المركز الثقافي الإيراني كما وزع مئات من نسخ القرآن الكريم للتقرب من سكان المدينة.[20]

م- افتتح المركز الثقافي الإيراني في حي الفيلات بدير الزور دورات محو أمية وأخرى حرفية باللغات العربية والفارسية، ويذكر بأن المركز الثقافي الإيراني يستهدف العشرات من النساء والشباب والأطفال عن طريق إغرائهم بالمكافآت المالية ثم تطويعهم للعمل ضمن صفوف الحرس الثوري الإيراني.[21]

ن- مدارس المحسنية الشيعية الخاصة تتغلغل في قلب دمشق، بدأت مدرسة المحسنية بفرع واحد للبنين في حي الأمين بدمشق القديمة عام 1902 وتوسعت بافتتاح فرع آخر للبنات في عام 1923 ليتم لاحقاً افتتاح فرعين آخرين في عام 2021 بعقد استثمار من وزارة التربية. ويأتي توزع المدارس في قلب دمشق بالقرب من المواصلات العامة، وفي أماكن يتجمع فيها الشيعة، مثل حي الأمين المعروف بغالبيته الشيعية، وكفرسوسة التي تشهد انتشاراً للمجموعات الموالية لإيران منذ بدء الحرب السورية. وتركز الجمعية المحسنية في مدارسها -ووفقاً لتقص قام به تلفزيون سوريا من خلال مصادر داخل المدرسة- على استراتيجية ناعمة للتغلغل في دمشق ذات الغالبية السنية من خلال إبداء العمل الخيري “الشيعي” واستقطاب النخب من الطلاب السنة بدعم من النظام السوري، سعياً لكسب ولائهم للمشروع الشيعي الإيراني في المنطقة من خلال الطابع الشيعي السائد في المدرسة وإقامة احتفالات في المناسبات الشيعية وإصدار مجلة تعنى بتقديم معلومات عن المذهب الشيعي.[22]

س- يشير تقرير لشبكة المحرر الإعلامية[23], إلى أن التغيير الديمغرافي الذي تقوده إيران في سوريا يعد من العوائق الأساسية التي تمنع عودة اللاجئين لا سيما إلى بعض المناطق الحدودية مع لبنان مثل القصير في ريف حمص الغربي. حيث يفيد التقرير بأن منطقة القصير التي باتت في قبضة “حزبِ الله” اللبناني وحلفائه من الجماعات الموالية لإيران تحولت إلى ما يشبه المستوطنة التي جاءت إليها مجموعات شيعيّة مثل لواء فاطميون الأفغاني مع ازدياد المساعي إلى تثبيت التغييرِ السكاني فيها منذ سقوطها بيد النظام السوري حتى اليوم.[24]

ع- تركز طهران على تعزيز التعاون الأكاديمي المشترك بين الجامعات السورية والإيرانية، إضافة إلى تبادل الأساتذة وإقامة المؤتمرات العلمية المشتركة والنشر في المجلات العلمية المُحكمة كما تقدم طهران دعم ومنح للطلاب السوريين لكي يواصلوا تحصيلهم العلمي في المرحلة الجامعية الأولى والدراسات العليا لدى الجامعات الإيرانية. حيث صرح الدكتور في كلية علم السياسة بجامعة دمشق وئام زرزور في حديثه لصحيفة الحل نت أن إيران تقوم بتنفيذ وتكثيف سلسلة من البرامج والمبادرات لتعزيز وتوطيد علاقاتها وتبادلاتها العلمية والثقافية مع سوريا، والتأثير على التعليم والثقافة السورية وتشكيلها وفق الرؤية والقيم الإيرانية وهو السلاح الناعم الذي يرافق التغلغل العسكري والاقتصادي.[25]

ف- ذكرت مصادر خاصة للمرصد السوري لحقوق الإنسان أن المجموعات الإيرانية في دير الزور بدأت بتجهيز سلل غذائية لتوزيعها على السكان في مناطق سيطرتها بالتنسيق مع الحكومة السورية مع حلول شهر رمضان وذلك بغية استغلال الشباب واستمالتهم للانضمام لصفوفها مستغلين سوء الوضع المعيشي للسكان. ووفقاً للمصادر فإن الأولوية في التوزيع ستكون لعائلات عناصر المجموعات الموالية لإيران المحليين من الجنسية السورية من باب تشجيع فئة الشباب على الانضمام لتلك المجموعات.[26]

ص- أقامت منظمة “فوج الحجة عج” المدعومة من إيران حفلاً رمضانياً دينياً داخل قرية المختارية بريف حمص الشمالي بحضور العشرات من أبناء قرى الكمّ والنجمة والأشرفية بالإضافة لوفد من وجهاء حي العباسية الشيعي وسط مدينة حمص. وبحسب مصادر محلية فإن القائمين على الحفل أوعزوا للمدعوين بضرورة إحضار الأطفال ما دون عشر سنوات، وتضمن الحفل عدّة فقرات إنشادية وعقائدية، وتم توزيع جوائز مالية للأطفال لترغيبهم بحضور الاحتفالات القادمة. يندرج ذلك ضمن مساعي إيران عبر أنشطة المنظمات الدينية والإغاثية المدعومة من قبلها لبناء علاقات وطيدة مع السكان وبناء حاضنة شعبية لها. [27]

ق- كشفت مصادر إعلامية عن تشكيل فريق عمل مشترك بين إيران والنظام السوري بهدف زيادة تبادل الخبرات في المجال التربوي بين النظامين السوري والإيراني. وأضافت المصادر بأن هدف الفريق سيتلخص في تبادل الخبرات والتجارب بالنسبة للتعليم الافتراضي وتعليم الكبار وذوي الإعاقة، إضافة إلى تطوير تقنيات التعليم وترميم المدارس.[28]

 

النشاط الإيراني على الصعيد الاقتصادي:

أ- مجموعات عسكرية موالية لإيران تقوم بعمليات تهريب لمحاصيل الخضار والفواكه من منطقة البوكمال في مدينة دير الزور إلى العراق، حيث أشارت مصادر مطلعة إلى أن عمليات التهريب هذه تمت تحت إشراف تجارٍ متعاونين مع قوات الحشد الشعبي العراقي. ومن اللافت الإشارة بأن عمليات التهريب هذه تسببت بارتفاع أسعار الخضار والفواكه بشكل كبير في سوق الهال والأسواق المحلية الأخرى بالمدينة.[29]

ب- تشهد أسواق سيطرة النظام السوري في دير الزور تدفقاً كبيراً للبضائع الإيرانية الكهربائية مثل البرادات والمكيفات والثلاجات ومنظمات التيار الكهربائي. حيث تدخل هذه الأدوات بطرق غير شرعية عبر المعابر الحدودية مع العراق بطرق التهريب تحت إشراف مجموعات تتبع للحرس الثوري الإيراني.[30]

ج- ارتفاع أسعار المواد الغذائية وخاصة التمور في أسواق مدينة البوكمال الخاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة دير الزور بتأثير من بعض تجار المدينة المرتبطين بالجماعات المقاتلة التابعة للحشد الشعبي العراقي. وقد كشفت شبكة عين الفرات عن مسؤولية هؤلاء التجار عن إدخال التمور العراقية بشكل غير شرعي بتسهيل من قوات الحشد الشعبي العراقي واحتكار بيعها مما أدى إلى ارتفاع أسعارها بنسبة تصل إلى 25%.[31]

د- قالت مصادر إعلامية أن مجموعات من الحرس الثوري الإيراني استولت على مناطق تواجد الكمأة في بادية البوكمال في دير الزور[32], وفرضت حظر لدخول المدنيين إليها، وأعلنتها مناطق أمنية مغلقة من أجل حصر حصاد الكمأة بالقادة العسكريين في الحرس الثوري الإيراني المسؤولين عن المنطقة.[33]

ه-وافق البنك المركزي الإيراني على إنشاء بنك سوري- إيراني مشترك، وفق بيان أعلنه نائب رئيس الغرفة التجارية المشتركة السورية- الإيرانية علي أصغر زبردست,[34] وبحسب دراسة لمركز “الحوار السوري”، فإن هذه الخطوة تأتي ضمن مجموعة من الخطوات التي اتخذتها إيران للهيمنة على الاقتصاد في سوريا، تفاوت نجاحها وفشلها، وجاءت في قطاعات مختلفة مثل تربية الحيوان والزراعة والتجارة الزراعية إلى جانب الاستيلاء على أراضٍ زراعية, وشملت أيضًا الثروات الباطنية والصناعات الاستخراجية.[35]

و-كشفت تسريبات نشرتها مجموعة هاكرز[36] الإيرانية التي تُطلق على نفسها اسم شبكة “بختك”، عن جهود إيران للسيطرة على سوق الزيوت والشحوم في سوريا وإنشاء شركة لإدارة تحويل الأموال الإيرانية من سوريا إلى 15 دولة أخرى من بينهم سوريا.[37] كما كشفت مجموعة “بختك” عن وثائق تثبت سعي إيران عبر المجموعات الموالية لها في دمشق لاستملاك أراضي في منطقة السيدة زينب وقرى الأسد ومشروع دمر والديماس والهامة والصبورة والزبداني، ويُعتقد أن الهدف من هذه الخطوات ربط مطار دمشق الدولي مع غربي العاصمة وصولًا إلى حدود لبنان.[38]

 

النشاط الإيراني على الصعيد العسكري:

أ- أدخل “الحرس الثوري” الإيراني عشرات العناصر التابعين له من العراق إلى البوكمال في مدينة دير الزور بطريقة غير رسمية عبر حافلات تقلّ زواراً شيعة غير سوريين وذلك بتاريخ 2/3/2024. وقد توقفت هذه الحافلات عند استراحة “الملكي” داخل المدينة، ليتم نقل عناصر الحرس الثوري منها إلى المربع الأمني، بينما بقي الزوار إلى صباح اليوم التالي، قبل نقلهم إلى العاصمة دمشق[39].

ب- تابع المرصد بتاريخ 11/3/2024 دخول عشرات الحافلات التي تحمل عناصر موالية لإيران وزواراً شيعة من معبر البوكمال الحدودي مع العراق إلى الأراضي السورية, حيث توقف عدد من هذه الحافلات قرب مربع الموارد البشرية الأمني، وأنزلت حوالي 50 عنصراً مسلحاً، بينما تابعت بقية الحافلات سيرها على طريق ديرالزور_البوكمال, وأضافت المصادر أن بعض الحافلات تحمل ذخائر وأسلحة.[40]

ج- وصلت دفعة جديدة من الصواريخ إيرانية الصنع هي الأكبر حتى الآن إلى أحد أكبر المستودعات التابعة للحرس الثوري الإيراني في منطقة جبل المانع قرب مدينة الكسوة بريف دمشق الغربي قادمة من طهران.[41]

د- تناقلت بعض المصادر أخباراً عن تخطيط الحرس الثوري الإيراني لإنشاء معسكر جديد له في مدينة دير الزور, حيث اختار موقعاً له خلف مزار عين علي في بادية القورية وذلك لحماية المزار من أي هجمات وتأمين حماية للزوار الأجانب القادمين إليه.[42]

ه- عززت مجموعات من الحرس الثوري الإيراني من نقاطها العسكرية في ريف حمص الشرقي, وأكدت بعض وكالات الإعلام المحلية بأن مجموعات الحرس الثوري الإيراني نقلت شحنة أسلحة مؤلفة من 4 شاحنات من نوع “فولفو” يرافقها 3 سيارات رباعية الدفع من خلال طريق “تدمر – حمص” لتستقر ضمن معسكر “ابن الهيثم” المتواجد في مدينة حمص، والذي يضم ثكنات عسكرية للجماعات المقاتلة الموالية لإيران.[43]

و- تابع المرصد عمل المكتب الأمني التابع للحرس الثوري الإيراني على تجهيز سجن سري خاص بهم في حي الكتف بمدينة البوكمال ويشار إلى أن حي الكتف مسيطر عليه بشكل كامل من قبل المجموعات التابعة للحرس الثوري الإيراني.[44]

ز- استولت عناصر مقاتلة موالية لإيران على ممتلكات السكان المحليين في ريف حلب الشمالي منذ عام 2016، وذلك بعد سيطرتها على القرى المجاورة لبلدتي نبل والزهراء الشيعيتين. وقد تابع المرصد شهادات لبعض سكان المنطقة من بلدة بيانون في الريف الشمالي والتي تفيد تشكي عموم سكان المنطقة من ممارسات النهب والبلطجة للفصائل المقاتلة الموالية لإيران الذين سيطروا على كثير من الممتلكات والأراضي الزراعية التي تعود ملكيتها للسكان المحليين ومنعوهم من العودة بحجة منع تشكيل خلايا إرهابية ضدهم.[45]

ح- دخلت عدة شاحنات من معبر القائم الحدودي مع العراق إلى مدينة البوكمال, وقالت مصادر تابعة لشبكة ديرالزور 24 أن الشاحنات كانت تحمل مساعدات عسكرية وإغاثية للمجموعات المقاتلة الموالية لإيران في المنطقة, مشيرةً إلى مرافقة قادة وعناصر من الحشد الشعبي العراقي الموالي لإيران لهذه الشاحنات خلال دخولها الأراضي السورية.[46]

ط- استولت مجموعات من حزب الله اللبناني على عدد من بيوت المدنيين في محيط مسجد الحسين في منطقة الميادين الخاضعة لسيطرة النظام السوري والمجموعات الموالية لإيران وحولتها لمقرات عسكرية ومراكز مبيت لعناصرها وأجبرت سكان المنازل على الرحيل القسري.[47]

ي- بدأ الفوج ٤٧ التابع للحرس الثوري الإيراني في مدينة البوكمال باستقطاب عدداً من العناصر السوريين للانضمام إلى صفوفه، وذكرت مصادر إعلامية أنه تم تجنيد 100 عنصر في صفوفه وإخضاعهم لدورات دينية وعسكرية مغلقة قبل فرزهم إلى نقاط عملهم.[48]

ك- بدأ الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع مجموعات من حزب الله اللبناني بإنشاء غرفة عمليات عسكرية تابعة لهم جنوب مدينة دمشق إذ بدأوا بتحويل فندق الجعفري لغرفة عمليات مشتركة مجهزة بأجهزة اتصال إيرانية حديثة تأتي هذه الخطوة في إطار توسيع القاعدة العسكرية للمجموعات الموالية لإيران في سوريا.[49]

ل- وصلت ثلاث حافلات عسكرية إلى مدينة الميادين شرق دير الزور تحمل عناصر أفغان[50] يقدر عددهم ب 100 عنصر تابعين للواء فاطميون الموالي لإيران, وذكرت مصادر محلية أن الحرس الثوري سيشرف على توزيع العناصر على نقاط عملهم في المدينة.[51]

م- كشف مركز الأبحاث الإسرائيلي “Intelli Times” عن استخدام حزب الله اللبناني لميناء اللاذقية لنقل الأسلحة وقال المركز إن الوحدة 4000 التابعة لحزب الله اللبناني نقلت شحنات أسلحة من سوريا عبر ميناء اللاذقية إلى لبنان.[52]

ن- أخطر الحرس الثوري الإيراني منتسبيه الجدد في مدينة البوكمال بدير الزور بالالتحاق بدورة عسكرية في بلدة السيال بريف البوكمال, والتي تتضمن تدريبات على الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، حيث يعمل الحرس الثوري الإيراني على استقطاب أكبر عدد من الشباب في دير الزور مستغلاً سوء الأوضاع المعيشية.[53]

س- الحرس الثوري الإيراني يعزز قواته في دير الزور, حيث أشارت مصادر لشبكة عين الفرات أن المجموعات الموالية لإيران زودت أحد مقرات الوحدة 313 التابعة لـ حزب الله اللبناني بعربة عسكرية واستولت على أحد منازل المدنيين وحولته لمقر عسكري ضمن خطوات تتخذها الوحدة لتعزيز نفوذها في المنطقة.[54]

ع- وصلت شحنات أسلحة تتضمن صواريخ وذخيرة إلى مطار المزة في دمشق تحت إشراف حزب الله لبناني[55] وضباط من النظام السوري، حيث تم تحميل هذه الشحنات من مستودعات مهين بريف حمص التي تستولي عليها جماعات من حزب الله لبناني.[56]

ف- استولت مجموعات عسكرية موالية لإيران على محطة الذواد[57] في مدينة البوكمال والتي تعود ملكيتها لأحد المدنيين من ريف البوكمال لتحولها إلى قاعدة عسكرية تم تخصيصها لاستقبال الآليات والشاحنات المحملة بالأسلحة والذخائر القادمة من العراق.[58]

ص- أفادت مصادر إعلامية[59] عن دخول تعزيزات عسكرية ضمّت عشرات العناصر من المجموعات الموالية لإيران إلى مدينة البوكمال بريف دير الزور من العراق بتاريخ 23/3/2024.[60]

ق- وصلت تعزيزات عسكرية للواء فاطميون ولواء زينبيون إلى مناطق ريف دمشق[61] قادمة من ريف حمص الشرقي متضمنةً 17 سيارة عسكرية محملة بالأسلحة والذخائر رافقها 70 عنصراً من جنسيات أفغانية وباكستانية انتشرت في منطقة رخلة على الحدود مع لبنان وأتت هذه الخطوة بأوامر من الحرس الثوري الإيراني.[62]

ر- أفادت مصادر إعلامية أن مجموعات عسكرية موالية لإيران اختطفت ثلاث رعاة أغنام وقتلت 400 رأس من الغنم في بادية جحار في مدينة حمص. وجدير بالذكر أنّ شمال شرقي سوريا يشهد منذ سنوات جرائم عدّة بحق رعاة الأغنام، وسبق أن كشف تحقيق سابق لـ موقع تلفزيون سوريا حمل عنوان الرواية الكاملة لعمليات خطف وذبح رعاة الغنم شرقي سوريا، عن ضلوع الميليشيات الإيرانية في تلك المجازر.[63]

ش- استولت مجموعات عسكرية موالية لإيران على مبنى فرع الدراسات المائية التابع للشركة العامة للدراسات الهندسية شمال شرق مدينة حمص, وأفادت مصادر خاصة لشبكة بوليتكال كيز أن الحرس الثوري الإيراني يجهز المبنى لأجل إقامة معسكر تدريبي للمنتسبين الجدد في صفوفه وأضافت المصادر أن عشرات الشبان من أهالي مدينة حمص وريفها الشرقي قاموا بتقديم الأوراق والوثائق الشخصية لمكتب الانتساب لدى لواء فاطميون الأفغاني بحثاً عن فرصة عمل مقابل راتب شهري في ظل تدهور الوضع المعيشي للسكان.[64]

ت- قام الحرس الثوري الإيراني بنشر العشرات من عناصره بلباس مدني في حي الفيلات بمدينة دير الزور وقاموا بتفتيش أجهزة المارة من الشباب وخاصة طلاب الجامعة حيث تأتي هذه الحملة بعد انتشار مقاطع مسجلة تصور أماكن القصف التي تتعرض له مواقع المجموعات الإيرانية في دير الزور.[65]

ث- قام الحرس الثوري الإيراني بمنع أهالي مدينة البوكمال في دير الزور من الدخول إلى منازلهم في الأحياء التي يسيطر عليها الحرس الثوري بعد أن كانت تسمح لهم بالدخول بعد الحصول على موافقات أمنية ولساعات قليلة فقط تأتي هذه الخطوات بسبب الخوف من تصوير عمليات القصف التي تتعرض له مواقع المجموعات الإيرانية في المدينة.[66]

خ- شهدت بادية مدينة البوكمال شرق دير الزور انتشاراً غير مسبوقاً لمجموعات عسكرية موالية لإيران حيث أن الحرس الثوري الإيراني يستعد لإجراء مناورات عسكرية وتدريبات للجماعات الموالية له في المنطقة.[67]

 

2- ممارسات وسياسات تمييزية في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية:

تم توثيق عدد من الانتهاكات بحق المكون العربي في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في دير الزور والرقة وحلب:

أ- تابع المرصد قيام قوات سوريا الديمقراطية بالاستيلاء على منازل أحد المدنيين في قرية الصبحة شرقي مدينة ديرالزور, وكشفت مصادر محلية أن عدة سيارات تابعة لقوات سوريا الديمقراطية دخلت إلى منزل أحد المدنيين المدعو “حمادي النبر بن جساب”، وهو من منطقة جديدة بكارة ويملك محطة محروقات ومحل صرافة وأجبرته على الخروج من منزله.[68]

ب- أقدمت قوات سوريا الديمقراطية على إعدام الشاب “زكريا ابراهيم الخشان” رمياً بالرصاص في قرية حوايج بو مصعة على شاطئ نهر الفرات وذلك بتهمة تهريب مواد غذائية حيث تفرض قوات سوريا الديمقراطية قيوداً على السكان في مناطق سيطرتها.[69]

ج- تابع المرصد قضية مقتل الشاب “عبد الرزاق حفني الهلال” تحت التعذيب في سجون قوات سوريا الديمقراطية[70] وينحدر الشاب من حي الحزاونة بمدينة منبج شرق حلب وتم تسليم جثته إلى ذويه بعد اعتقال دام 3 سنوات بتهمة الانتماء إلى مجموعات من الجيش السوري الحر سابقاً.[71]

د- أقدمت قوات سوريا الديمقراطية على اعتقال عائلة نازحة من مدينة دير الزور في بلدة تل السمن بريف الرقة الشمالي، وقالت مصادر محلية أن الاعتقال جاء على خلفية تهمة موجهة للعائلة المعتقلة بالتواصل مع الجيش الوطني في منطقة درع الفرات بريف حلب.[72] وتنتمي العائلة إلى عشيرة المشاهدة مما أدى إلى استنفار عشائر الهواشم من عشيرة المشاهدة والبكارة للتوجه إلى مكان احتجازهم لإطلاق سراحهم.[73]

ه- داهمت دورية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية حي اللطوة ببلدة ذيبان شرق دير الزور وقامت باعتقال 6 أشخاص بينهم ثلاثة رجال مسنين وذلك بتهمة وجود أقارب لهم ضمن صفوف قوات العشائر العربية الرافضين لسياسية قوات سورية الديمقراطية في منطقتهم.[74]

و- هاجمت مجموعة من قوات الأمن الداخلي “الأسايش” في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية مظاهرة في دوار النعيم[75] وذلك في الذكرى 13 للثورة السورية, حيث اعتدى أحد عناصر المجموعة بالضرب على الإعلامية “مروة ناصيف” وصادر معداتها ووجه السباب والشتائم لها وللثورة وللنشطاء المتواجدين في المكان.[76]

ز- افتتحت لجنة التربية في مجلس الرقة المدني، مدرسة باسم “شرفين رقة” نسبة لإحدى المقاتلات في قوات سوريا الديمقراطية, حيث تقوم قوات سوريا الديمقراطية بين الحين والآخر بتغيير أسماء ومعالم وشوارع متعددة من مدينة الرقة ذات الطابع العربي العشائري، في خطوة نحو أدلجة وتغيير الطابع الخاص والمسميات بالريف والمدينة حسب ما أفاد مراسل شبكة نهر ميديا.[77]

ح- كشفت مصادر محلية[78] أن المدارس التابعة للجنة التعليم في المناطق التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية شرق دير الزور وزعت الجلاء المدرسي للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2023-2024 دون أن يتضمن نتيجة مادة التربية الإسلامية[79] في إشارة إلى قيام لجنة التعليم التابعة للإدارة الذاتية بحذف المادة من المناهج المدرسية، في تحد واضح لأهالي المنطقة الذين يعتبرون هذه المادة هي جزء أساسي من التعليم.[80]

3– انتهاكات بحق المكون الكردي في مناطق سيطرة الجيش الوطني:

تابع المرصد انتهاكات وتضييقات يتعرض لها مواطنون من المكون الكردي في مناطق متفرقة في شمال مدينة حلب ومدينة الحسكة. وعلى الرغم من عدم وجود دليل واضح يثبت دوافع التمييز عند الجهات الضالعة في هذه الممارسات، فقد تم توثيقها بسبب احتمالية كونها تحمل بعداً تمييزياً، خصوصاً وأن هذه الممارسات تقع بشكل متكرر.

أ- أقدمت مجموعة من فيصل السلطان مراد التابع للجيش الوطني على بيع منزلين لعنصرين ضمن صفوفها في حي الزيدية في مدينة عفرين مقابل مبلغ مالي قدره 2000 دولار أمريكي وتعود ملكية هذه المنزلين لمواطنين أكراد من سكان المنطقة. وفي سياق آخر, فارق مواطن في العقد الخامس من العمر حياته بعد تعرضه للاعتداء بأداة حادة من قبل عناصر تابعين لفصيل لواء الشمال, وذلك أثناء قيامه بمنعهم من قطع 300 شجرة زيتون معمرة واقعة ما بين قريتي كوباكه وجيه, حيث ينحدر هذا المواطن من أهالي قرية جية بريف عفرين.[81]

ب- تابع المرصد حملة اعتقالات بحق عدد من مواطني وقاطني مدينة جنديرس بريف عفرين[82] بتهمة العمل مع الإدارة الذاتية سابقًا عرف منهم كل من عمر رشو 43 سنة و نهاد حسن 37 سنة الإدارة  و زياد رشيد محمد 48 سنة[83] و عزت خلو ٦٧ عاماً.[84]

ج- أقدم عناصر من الشرطة المدنية في عفرين على اعتقال شخصين من المكون الكردي بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً، وتم اقتيادهم لجهة مجهولة.[85] كما اعتقلت الشرطة ثلاث مواطنين أكراد وهم صبحي عكاش بلال وحسين محمد كولين حاجي وأصلان قنبر رشيد بقرية موساكو بريف راجو التابعة لعفرين شمال حلب وذلك بتهمة الخروج بنوبات حراسة إبان سيطرة الإدارة الذاتية على المنطقة.[86]

د- اعتقلت دورية تابعة للشرطة العسكرية في عفرين مواطن كردي من أبناء قرية ميدانكي بناحية شران بريف عفرين بعد عودته إلى قريته قادماً من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري في مدينة حلب بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً, وفي سياق متصل أطلقت الشرطة العسكرية سراح شخص آخر من أبناء جنديرس بعد دفع فدية مالية بقيمة 2000 دولار بعد اتهامه بالتعامل مع الإدارة الذاتية.[87]

ه- قام عناصر من فصيل السلطان سليمان شاه المعروف بالعمشات التابع للجيش الوطني بحفر وتدمير تل أثري بالقرب من قرية شيتكا التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين خلال محاولتهم البحث عن كنوز ولقى أثرية, ويجدر الذكر إلى أنه قد سبق لفصائل تابعة للجيش الوطني إقدامها على نبش عدة تلال ومواقع أثرية في ريف عفرين بحثاً عن الآثار دون الاهتمام بالإرث الحضاري والتاريخي للمنطقة. [88]

و- أقدم عناصر من الشرطة المدنية بمدينة رأس العين شمالي غربي الحسكة على اعتقال مواطن من سوق تجاري بتهمة التعامل مع قوات سوريا الديمقراطية وتم اقتياده إلى جهة مجهولة وطلب فدية مالية من ذويه من أجل الإفراج عنه.[89]

ز- أقدمت دورية تابعة للشرطة العسكرية في عفرين على اعتقال موطن من أهالي قرية شيخوتكا التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين بتهمة أداء الخدمة الإلزامية سابقاً في صفوف قوات سوريا الديمقراطية إبان سيطرة الإدارة الذاتية على مدينة عفرين, كما تم اعتقال مواطن آخر من أهالي ناحية معبطلي في مكان إقامته في مدينة عفرين بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية.[90]

ح- اعتقلت الشرطة المدنية في مدينة عفرين مواطن من أهالي قرية سيمالكا بناحية معبطلي بريف عفرين بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً كما اعتقلت مواطن آخر من أهالي قرية هيكجة التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين بعد ترحيله من قبل السلطات التركية الى الأراضي السورية بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية سابقاً.[91]

 

4- ممارسات وسياسات تمييزية للنظام السوري في مناطق سيطرته…موجهة بحق بعض المناطق دون غيرها:

تابع المرصد ارتكاب النظام السوري لسلسلة من الانتهاكات بحق بعض المناطق المعارضة وأحياء أخرى يتركز فيها الفلسطينيون في العاصمة السورية دمشق, تجلت هذه الانتهاكات عبر مجموعة من الممارسات التهميشية أو الإقصائية مما قد يعكس سياسةً عامة ينتهجها النظام بحق هذه الشرائح السكانية. تم رصد وتوثيق الحوادث ذات الصلة كما يلي:

أ- يشهد مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين إقبالاً من شريحة واسعة من أهاليه على الهجرة لخارج سوريا بعد أن فقدوا الأمل بالعودة لمنازلهم نتيجة إجراءات وشروط النظام السوري التي تحد من عودة الفلسطينيين إلى المخيم, وتابع المرصد شهادة أحد سكان المخيم النازحين إلى ضاحية قدسيا قوله:  إن أحلامه بالعودة للمخيم تلاشت بعد أن تم تدمير منزله بالكامل, وبعد فشله في الحصول على ترخيص يمكنه من إعادة بنائه فضلاً عن منعه من دخول المخيم إلا مرة واحدة فقط من قبل الأمن السوري وذلك على خلفية انخراط أقارب له في صفوف المعارضة.[92]

ب- اشتكى قاطنو بلدة الحسينية في ريف دمشق الخاضعة لسيطرة النظام السوري من التضييق الأمني الذي تفرضه عليهم قوات النظام السوري في ظل الواقع السيئ من تدهور للخدمات في البلدة، حيث يذكر أن النظام السوري كان قد سيطر على بلدة الحسينية بعد معارك عنيفة مع فصائل المعارضة منذ تشرين الأول 2013 حيث فرضت قوات النظام والمجموعات الموالية لإيران تضييقاً أمنياً على سكان البلدة بعد عودتهم وتضم بلدة الحسينية مخيماً يقطنه لاجئون فلسطينيون ونازحون من الجولان ودمشق وريفها وعدة محافظات سورية.[93]

ج- أصدرت وزارة المالية في الحكومة السورية قراراً يقضي بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لأكثر من ستين عائلة[94] من أهالي بلدة زاكية بريف دمشق الجنوبي الغربي[95] بغية الضغط على أبناء المنطقة من المدنيين والعسكريين لإجراء تسوية ومصالحة مع الحكومة السورية ويذكر أن المنطقة كانت خاضعة لسيطرة المعارضة السورية قبل أن يعيد النظام السوري سيطرته عليها.[96]

د- أقدم عناصر من شعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام السوري على اعتقال مواطنين ينحدران من قرية الشيخ سعد في مدينة درعا لمواقفهما المعارضة للحكومة السورية في مدينة درعا وذلك أثناء توجههما من قريتهم باتجاه بلدة تسيل بريف درعا الغربي, وبحسب مصادر للمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن الشابان قد كانا مطلوبين للفصائل المحلية في مدينة نوى بريف درعا الغربي، بسبب معارضتهما للنظام السوري.[97]

ه- أصدرت مديرية الأوقاف التابعة للنظام السوري في مدينة دير الزور قراراً بمنع أئمة المساجد من إقامة دورات تحفيظ القرآن في مساجد المدينة إلا بعد الحصول على موافقة أمنية من فرعي الأمن السياسي وأمن الدولة, والجدير بالذكر أن دورات تعليم المذهب الشيعي في الحسنيات والمراكز الثقافية لا تحتاج لأي موافقة بل تحظى بكل الدعم حسبما ذكرت مصادر محلية من داخل المنطقة.[98]

 

الخاتمة:

خلص التقرير بعد عملية الرصد وتوثيق المعلومات واستقرائها ثم تحليلها إلى تصدر أربع قضايا أساسية يمكن متابعتها ودراسة انعكاساتها على الحالة الطائفية في سوريا خلال شهر آذار/مارس 2024. اختلفت أهمية وترتيب القضايا تبعاً لطبيعة وكيفية تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي والمؤثرين ووسائل الإعلام إضافة إلى مدى تأثير كل قضية بالشكل السلبي أو الإيجابي على بنية وتركيبة المجتمع السوري.

تتصدر قضية النشاط الإيراني الثقافي والديني إضافة لنشاطها الاقتصادي و العسكري في سوريا القضايا الأربعة التي تناولها التقرير، إذ تكشف البيانات المرصودة استمرار إيران بشكل رسمي وعن طريق وكلائها في محاولة فرض نفوذها بشكل متوازن على الصعيد الثقافي  والديني والاقتصادي والعسكري من خلال التعاون الأكاديمي بين الجامعات الإيرانية والسورية والدورات والفعاليات الثقافية والدينية التي تستهدف الأطفال والشباب والنساء فضلاً عن التحكم بالأسواق التجارية وإغراق مناطق سيطرتها بالمنتجات الإيرانية، كما سلط التقرير الضوء على النشاط العسكري الذي تجلى بتجنيد الشباب والاستيلاء على منازل ومباني مؤسسات وتحويلها لأماكن عسكرية.

في القضية الثانية, تناول التقرير سياسات وممارسات قوات سوريا الديمقراطية التي تجلت بتغيير أسماء أماكن عربية وتنفيذ عمليات قتل واعتقال تعسفي بحق أبناء المكون العربي بالإضافة لإجراء تعديلات على المناهج التعليمية وحذف لمادة التربية الإسلامية التي تعد أساسية بالنسبة لأبناء المنطقة من المكون العربي فضلاً عن الاستيلاء على منازل المدنيين قسراً.

وتابع التقرير في القضية الثالثة الانتهاكات التي يتعرض لها مواطنون من المكون الكردي شمال حلب والحسكة من الاستيلاء على منازلهم بقوة السلاح وتنفيذ اعتقالات تعسفية واسعة بحقهم إضافة لهدم أماكن أثرية كردية من قبل بعض مجموعات تتبع للجيش الوطني.

وفي القضية الرابعة تحدث التقرير عن سياسات وممارسات النظام السوري في تهميش الأحياء المعارضة له وفرض تضييق أمني عليها إضافة لفرض حجز على الأموال المنقولة وغير المنقولة لسكان بعض المناطق، فضلاً عن عمليات اعتقال تعسفي للمعارضين للنظام السوري.

لتحميل التقرير كاملاً يرجى الضغط على الرابط أدناه:

الحالة الطائفية في سوريا تقرير شهر آذار/مارس 2024

Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on email
Share on print